Thursday, December 16, 2010

شطحة


إذا كان العلم بالشئ و دقائقه و دخائله يتناسب عكسياً مع المجهود و الوقت و طردياً مع القدرةِ علي إنجازه بأكمل و جه, أهذا جزءٌ من  سرِ كن فيكون؟..أتسأل بماديتي العاجزة..
 سبحانه لا نهاية لعلمه ولا بداية ولا ينطبق علي علمه ما نعلم من قياس ..لا يحتاج منه الأمر إلا إرادة الأمر.. يعلم العلم كله و ما وراءه.. 
"سبحان من يعلم ما كان و ماهو كائن و ما سيكون و ما لم يكن ولو كان كيف كان يكون".. 
يا علامُ يا عليم ..عجز عقلي و قصُرَ عِلمي..فقل جهدي و إجتهادي و زالت عني كلَ قدرة..
أبرأُ إليك من كل ما حسبته علماً فلا علم إلا لك..
و أبرأ إليك من كل ما ظننته يقينً إلا بما أخبرت سبحانك..
و أبرأ لك و بك من كل جهلي..

اللهم إني أسألك أن أعلم العلم..
وأسألك العلم..
و أسألك القدرة علي العلم و الصبر عليه..
وأسألك شكر العلم و حفظه....
و أسألك فوق هذا و قبله و بعده ..عبادة العلماء...
وأسألك براءة من الجهل و الجاهلين..

اللهم إغفر لي إن أخطأتُ الطريقَ إلي السؤال, أنت أعلم بجهلي مني..   

Tuesday, November 30, 2010

فين و مين؟


هوا أنا ليه واقف هنا؟ وليه إنتِ واقفة هنااااااااك كده؟


ولا أنا اللي محتاج نضارة؟ أصلي شايف زي ما أكون واقف هناك جنبك!! بس شايفني واقف لوحدي هنا في نفس الوقت..


يمكن كل اللي ناقص عشان تكمل الصورة واحدة منِك تيجي هنا مع "أنا" اللي لوحده.. أو أنا اللي معاكي هناك يختفي و تيجي ال"إنتِ" اللي هناك هنا.. مش عارف..وجايز مش شايف أو مش فاهم أو مش عايز أفهم... كل اللي عارفه إن ال"أنا" اللي لوحده في"هنا" مش ممكن يختفي و مش ممكن يسيب هنا و يروح هناك.... عشان ال"أنا" اللي هنا هوا أنا...

فهمتي حاجة؟!! .... ولا أنا

Thursday, January 21, 2010

خطيئة

شارع من هذه الشوارع الخلفية بحي الزمالك, تحديدأً في منطقة قرب تجمع لسفارات بعض الدول الصديقة وتلاقيها بمعهد لتدريس الموسيقى تابع لجامعة حلوان..هنا في إحدى هذي المباني , بشقة منها في الطابق الأخير و في إحدى الغرف..إرتكبت خطيئتي الأولى..لم تكن المرة الأولى..لكنها كانت لأول مرة..خطيئة..

نفس الشخص..نفس الموسيقى..نفس الأصوات تتضارب بداخل رأسي..نفس الصراع المحموم..نفس النتيجة.. خسارة أخرى للمعركة..وأمل جديد في الفوز بالحرب..

أهذا ممكن؟ ..هل يمكن أن يتحول الفعل,ذات الفعل, من النقيض إلي النقيض فقط بالإرادة؟.. هل نحن حقاً من يحدد ما نريد؟ و إذا حددناه أو توهمنا تحديده, أنحن من يأتي به خاضعاً ليلبي حاجتنا إليه أو رغبتنا به؟..ذاكرتي تؤكد أنه ممكن..لكن منطقي يرفض..و روحي ترفض التصديق..أما ضميري فقد تحلل من مهامه, وجد فرصة عمل أفضل..في الماضي

هذا المزيج..الرائع ..الملعون..هذا الإدمان..مشاهد متقطعة تمر بخيالي كأنها شاشة عرض لفيلم مسجل على بكرة مزدوجة ..الضوء..الملمس..ملامح وجه..الأصوات و الرائحة..الرائحة..اللعنة على هذي الرائحة..تملأ خياشيمي فأكاد أغرق..رائحة العطر و سائل الإستحمام و العرق..رائحة العشق..رائحة الرفض الشهيد..رائحة دماء ضمير يقذف بالحجارة دبابة الرغبة قبل أن تدهسه..رائحة الصعود ,هي نفس رائحة السقوط ,هي نفس رائحة النهوض و هي رائحة الإنتكاس و الإنكسار..رائحة الفيضان..و الإنحسار..مذاق التردد المر..مذاق التراجع المقدام..مذاق النصر..مذاق فريد من السعادة والراحة و الإنتماء ..مذاق البيت..مذاق الندم.....هذا المزيج..المقدس..الرجيم..

Saturday, August 15, 2009

أي كلام -5- النهاية السعيدة

كلنا يعرف ذلك المشهد الشهير في نهايات الأفلام العربية - خاصة الأبيض و الأسود منها- البطل يرتدي الحُلة السوداء الأنيقة بينما البطلة تختال بفستانها الأبيض الزاهي, تحيط بهما الراقصات (العوالم جم العوالم جم) بينما يدق لحن الزفاف الأشهر. يقترب البطل من البطلة و تلتمع في عينيه نية الغدر-قصدي سعادة الحب , البطلة تنظر له في وله العشاق و..

وبعدين بقى علي حسب نوع الفيلم و دماغ المخرج يا إما أن البطل يروح راقع البطلة فرنشاية-يعني (French Kiss) - وتطرقع قدام الجمهور , يا إما تلاقي في دُف كده أو رِق (حاجة كده شكل الدُف بس ملاينة شخاليل للي ميعرفش يعني) – تلاقي الرِق ده راح ناطط في و سط الشاشة كده تحمله إيد آثمة مجهولة عشان يداري علي وش البطل و البطلة و يسيب المشهد لخيال المتفرج وبعدين تتكتب كلمة النهاية le fin –مش عارف ليه دايماً بالفرنساوي مش بالإنجليزي!! أكيد عشان مفيش English Kiss – أو تلاقي باب أوضة النوم إتقفل في خلقتك و إنت بتتفرج و برضة إتكتب عليه النهاية أو تلاقي السنيد بتاع الفيلم (عادة بيبقى ممثل كوميدي زي إسماعيل ياسين أو عبد المنعم إبراهيم أو النابلسي) تلاقيه راح طالع وواقف سادد الشاشة و مخبي البطل و البطلة وراه و لو كان إسماعيل ياس فغالباً ما كلمة النهاية بتطلع من بقه و هو بيضحك وتملا الشاشة.

المهم بقى في كل المشهد ده إن دي تعتبر دايماً "النهاية السعيدة" للفيلم.. طب نفكر فيها كده.. يعني إيه نهاية سعيدة؟؟ ولا بلاش نشوف الأول يعني إيه نهاية أصلاً بالدرجة الأولى؟!!

النهاية هي تحول من وضع كان يتم فيه ممارسة أو تفاعل ما مع شئ ما إلي حالة يتم فيها الإنقطاع عن ممارسة هذا الشئ. مثلاً الإستيقاظ هو نهاية النوم لأنه تحول من حالة ممارسة النوم إلي حالة الإنقطاع عن ممارسة النوم, و الموت هو نهاية الحياة لأنه التحول من وضع أو حالة التفاعل مع محيطات الحياة الداخلية و الخارجية إلي حالة من عدم التفاعل مع هذه المعطيات. أدي مفهوم النهاية من وجهة نظري المتواضعة.

جميل لحد كده؟ طب إذا كانت النهاية هي تحول من حال إلي حال و كان حال الإنسان في أي وقت من أوقات حياته أو أي مكان أو أي وضع هو – من وجهة نظري برضه- واحد من ثلاث:
1- يمارس حاجة يحبها و يستمتع بها
2- يمارس حاجة لا تعني له الكثير (مش فارقة معاه أوي يعني)
3- يمارس حاجة يبغضها و الغالب مضطر لها (زي الشغل كده!!)
نستنتج من النقطتين دول إيه بقي؟ صعبة لسه؟ بسيطة نوضحها أكتر

في الحالة الأولى من حالات الإنسان, النهاية هتبقى(حسب المفهوم اللي قلناه فوق) تحول الإنسان من الحالة التي يمارس فيها شئ يحبه و يستمتع به إلى حالة ينقطع فيها عن ممارسة هذا الشئ.طب بذمتكوا دي تبقى نهاية سعيدة ولا نهاية حزينة و منيلة بستين نيلة؟!! يعني مثلاً مثلاً لما أبقى قاعد بقرأ كتاب لأحمد رجب ولا السعدني وقدامي كيلو فشار و شوب عصير مانجو مثلج و في مزيكا و همية شغالة في وداني , لأ و كمان الجو رائع و الشمس طالعة علي خفيف كدا و الهوا بيطس ف قفاي علي رأي أحمد بدير..و بعدين تيجي النهاية عن طريق تليفون من الشغل حاملاً مصيبة ما.. أهي دي نهاية هتحولني من الحالة اللي بمارس فيه شئ مستمتع بيه إلي حالة إنقطاع عن ممارسة الهيصة اللي كنت فيها دي. تفتكروا دي نهاية سعيدة؟!!!
أدي الحالة الأولى طيب و الحالة التانية, لما تنقطع عن ممارسة حاجة مش فارق معاك كتير يعني لا بتحبها ولا بتكرهها , أعتقد هتبقى نهاية زي عدمها. يعني متفرقش النهاية تيجي أو متجيش ف دي برضة متعتبرش نهاية سعيدة.
طيب نيجي للحالة التالتة و الأخيرة بقى.. النهاية هنا هتبقى إنقطاع عن ممارسة حاجة مكروهه و مجبر عليها غالباً..يعني الساعة جت خمسة و نص ولا سته و مفيش وراك حاجة مزنوق فيها لبكرة..هتقوم تروح..بتلم حاجتك من علي المكتب و ترميها في الشنطة سواء كانت شنطة يد حريمي أو شنطة لاب توب أو الإتنين معاً..يوم الشغل إنتهى.. أهي دي أكيد نهاية سعيدة غالباً..

يعني النهاية السعيدة دي بتيجي بس and only بس لما تكون الحاجة اللي بتعملها قبل النهاية حاجة كريهة جداً ليك و مش طايق تكملها..طيب نطبق بقى الكلام دا على النهاية "السعيدة" للأفلام و الروايات الرومانسية المصرية كلها تقريباً..النهاية السعيدة في الحاجات دي هي زي ما وصفنا المشهد كدا.. الفرح..الزفة و الكوشة و متزوقيني يا ماما قوام يا ماما عشان ..العريس جاي العريس جاي..

طب في العادة يعني لو فكرنا شوية بيبقى في إيه قبل الجواز؟!! (طبعاً غير الخناق علي كل صغيرة و كبيرة والعفش و المهر و مكان الفرح و نوع الأكل اللي في البوفيه و مين المطربين اللي هيجوا يصدعوا الناس و الحاجات دي) .. في إعتقادي- و أظن معظمكوا هيوافقني في الحتة دي- إن قبل الجواز (اللي هو النهاية السعيدة) بيبقى فيه حب و علاقة بين الطرفين مبنية على المودة و التفاهم و المشاركة و الرحمة و الحنان و المساواة..

حب!!..يعني النهاية السعيدة بالجواز دي بتيجي بعد الحب!!.. يالهول الصاعقة علي رأي يوسف بيك وهبة..ما هو بما إن الجواز نهاية سعيدة و النهاية السعيدة بتيجي بعد القرف إذا فالحب حاجة وحشة!! يمارسها الإنسان مكرهاً مغصوباً عليه و علي أهله بل و جايز مغضوباً عليه من أهله!!

أهو دا رأي تقريباً كل كتاب السيما ولا مؤخذاة من أول التلاتينات و أفلام زي فاجعة في البلكونة و شالوم الرياضي من إنتاج و إخراج توجو مزراحي و لحد التمانينات تقريبا و هيصة أفلام لبلبة و سمير غانم و نجلاء فتحي اللي كان فيها محمود يس دايماً بيطلع فتي أول نظراً لفقر السيما أيامها في الفتيان الأوائل لحد ما ظهر الأخوان فهمي (حسين و مصطفى) .
بل مازال ده رأي بعضهم لحد الألفينات ,طبعاً مع إختلاف التهاية السعيدة من جواز إلي ضرب صحوبية مع الحتة اللي عينه عليها أو أنتمه يعني.. و برضة مع الإختلاف الواضح في إختفاء الدف أو الرق و السنيد اللي كانوا بيخبوا مشهد البوسة الساخنة بين العروسبن ..إختفى كل ده و بقى البطل بينزل بوس في البطلة عياناً بياناً جهاراً نهاراً كده و مش بعيد كمان ولا مؤاخذة إيده تطول كدا ولا كدا و كله على عينك يا مشاهد و اللي مش عاجبه يغير القناة او يولع في أم التلفزيون أو يخرج و يسيب الفيلم يا إما ينصلح حاله و يعد يتفرج و ينبَسَط و يبطل جهل و رجعية بقى..

المهم إن الحب حاجة وحشة و بينتهي و الحمد لله بالجواز –زمان- أو بالأنتمة دلوقتي..و أكبر دليل على الكلام ده إنك تمسك أي رواية لامؤاخذة رومانسية وتقرأها فتلاقيها بتقولك
"و إنتهت قصة حبهما يالزواج السعيد" أو تقولك "و كانت نهاية هذا الغرام العنيف في عش الزوجة السعيد" أو بقي "إنتهى بهما عشقهما إلي الزواج العرفي".. المهم إن الحب لازم ينتهي بالجواز أياً كان نوعه..
طب ليييييييييييه؟!! ليه مفيش رواية بتقول مثلاً "و توج حبهما بالزواج" أو " و كللت قصة غرامهما بالإرتباط" أو ياسيدي "وتطور هذا الحب ليصبح زواجاً رائعاً يملؤه الحب برضة" .. هوا المفروض الإتنين يفضلو يحبوا بعض لحد ليلة الزفاف و يصحوا الصبح –ولامؤاخذة – يتفوا ف وش بعض؟!!!!!

يا كتاب الرومانسية يا أيها الناس اللي بترسم الصورة الخيالية في عقل و قلب كل بنت و كل ولد عنده حداشر و إتناشر سنة و كل مراهق و كل مراهقة بتحلم بفستانها.. يا عالم ياللي بتبنوا قلوب و عقول أجيال.. أناشدكم بالله و المسيح و بوذا و البقرة المقدسة و اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الروسي.. أستحلف كل منكم بأغلي ما يقدس..أبوس إيديكوا..بلاش تقتلوا الحب بالجواز .. الفكرة بترسب في أعماق لاو عي كل بنت و كل ولد و بيتصرفوا على اساسها بدون وعي .. و تبدأ إرادة النكد –اللي إكتشفها العبقري أحمد خالد- تبدأ تلعب دورها عشان تحقق الفكرة المترسخة في أعماق كل شاب و شابة من أيام ما كانوا بيقروا "و إنتهي حبهما بالزواج السعيد"..و نلقي عش الزوجية ولع حريقة تاكل العش و شجرة الزوجية كلها بكل العشش اللي عليها..إرحمونا من الغباء أرجوكم..

يارب كل كاتب ينهي الحب في رواية بالجواز تيجي نهاية تحت أوتوبيس رايح شرم مليان عرايس ف شهر العسل..قولوا آمين..

أي كلام -4- وإنت إزيك كده و إزاي أمك؟

لاحظت مؤخرا حاجة غريبة جدا. أثناء كلامي مع الناس سواء أقارب أو أغراب أو أصحاب. بستعمل عادة كلمة "أم" بدلاً من والدة. يعني مثلاً بقول " أمي مظبطالنا أكلة سمك فحيتة النهاردة" أو مثلاً لو واحد أمه كانت عيانه شوية فبسأله "هيا أمك عاملة إيه دلوقتي؟", عادي يعني مش كده؟
لأ طلع ولا عادي ولا حاجة. بعد شوية كده لقيت الناس بتبدي تبرم كده أو نوع من التأفف و الضيق لما بستعمل الكلمة دي!! و عادةً بيردوا بحاجة زي "والدتي بخير و الحمد لله". طيب يا سيدي ربنا يشفينا جمعياً –قولوا آمين- , الفكرة بقي إنه أو إنها بيؤكد قوي في النطق علي لفظة والدتي دي. بصراحة مكنتش واخد بالي قوي من الحكاية دي لحد ما واحد صاحبي لفت نظري ليها و نبهني على أساس إنه بيسدي إليَ نصيحة يعني, قالي "بلاش تقول أمي و أمك و أمه و أمهم و كده. قول والدتي أو والدتك عشان الناس بتضايق يعني و كده".

الحقيقة إستغربت جداَ و مأخدتش كلامه بجد , لكني لما حطيت الحكاية في دماغي و بدأت أركز على إنفعلات و ردود أفعال الناس لما أستعمل كلمة أمي أو أمك دي معاهم . زي ماقلت كده في الأول , لقيت علاما ت عدم رضا أو إستغراب في بعض الأحيان, دا طلع الكلام جد بقى!!!
أنا فعلاً مش فاهم!! هي أمي أو أمك أو أمه دي كلمة عيب؟!! هي دخلت قاموس الكلمات الأبيحة من ورايا و العياذُ بالله؟!!

أُم..إقرؤها كده..أُم..بذمتكوا حسيتوا بحاجة وحشة؟!! جه في دماغكوا غير الدفا و الحنان و الأمان؟..مالها الكلمة؟!!
أنا بحبها جداً (الإتنين الكلمة و أمي أنا شخصياً). و بعدين يا إخوانا..أكيد كلنا فاكرين حديث الرسول (ص ل ع) اللي درسناه في أولى إبتدائي (ده حتى لو مكناش متعودين نقرأ أحاديث بره نطاق الدراسة). الحديث الصحيح بتاع "من أحق الناس بحسن صحابتي؟" الرسول الكريم رد على السائل قال إيه؟ هه؟ أيوه.."أمك" أهو.. "ثم من؟" قال إيه تاني عليه السلام؟ .."أمك" طب "ثم من؟" قال "أمك" .. الله؟!! تلات مرات و الرسول الكريم (ص ل ع ) يرد يقول "أمك"..و هو من أوتى جوامع الكلم , لو كانت أمك دي كلمة سيئة من أي وجهة نظر أو تحت أي مقياس مش كان يقدر يجيب مكانها 50 مرادف؟!! و بعدين هل هو عليه السلام هيختار من كل المرادفات كلمة عادية يعني اللي هيا زيها زي غيرها؟!! أكيد عليه السلام هيختار أحسن و أنقى و أطهر و أجمل و أدق و أشمل و أعم كلمة ممكنة للتعبير عن المعنى.

و بعدين الأساتذة و الأنسات اللي بيقولوا "والدتي". تعالوا نبص لُغوياً على الكلمة دي..
والدة.. على وزن فاعلة..و دا إسم الفاعل من الفعل الثلاثي وَلَدَ. يعني والدة دي معناها من قامت بفعل الولادة..يا سلاااااام , هي دي بقي كل العلاقة بين الإنسان و أمه؟!! إنها والدته!! يعني هي اللي قامت بولادته..ماشي يا سيدي, طيب إفترض إنها بعد ما ولدته رمته في الشارع ولا على باب ملجأ؟ تبقى أمه برضه؟!! ولا إفرض ولدته و باعته زي مابقينا بنسمع في الجرائم؟ تبقى أمه برضه ولا أم سحلول؟!!

و هل أهم حاجة بتعملها الأم للإبن أو البنت هي عملية الولادة نفسها؟!! طب ما لامؤخذاة قطتي ولدت وبعدها بشهرين كانت نازلة ضرب في عيالها و مش عارفة دول مين أصلاً!!. أنا مش بهون من آلام و أوجاع الحمل و الولادة إطلاقاً و لا بقلل من حجم التضحية اللي "الوالدة" بتقوم بيها لدرجة إن بعض النساء يرفضن فكرة الحمل و الولادة إشفاقاً من المشقة دي (و في منهن بيرفضن عشان شكل جسمها ميغيرش !!) .
لكن اللي أقصده بالدرجة الأولى هو إن الأمومة أكبر بكتيييييير من مجرد عملية الولادة..يعني أنا لو قلت لأمي يا والدتي أبقى بوصف جزء صغير جداً من اللي بتمثله ليا و بقلل جداً من دورها في حياتي..و كأن وظيفتها إنتهت مع قطع الحبل السري!!

عشان كل ده أنا بقول أهو أمي هي أمي مش بس والدتي و أمك أو أمِك هي أمك أو أمِك مش مجرد والدتك و مش عايز أشوف لوية بوز حد لما أسلم عليه و أسأله "و إنت أمك عاملة إيه دلوقتي؟"

Friday, June 5, 2009

ليه بنستسهل نرمي زبالة ف الشارع؟؟

إستكمالاً لحملة تجميع أي كلام قلته قبل كده, البتاعة دي حطتها علي كتاب الوجه في ديسمبر 2007 باين, قلت أجبها هنا بالمرة
السؤال ده دايماً هيجنني!! ليه حاجة بسيطة جداً عند كل المصريين تقريبا بلا إستناء بجميع طبقاتهم الإجتماعية إنهم يرموا أي حاجة ف إيدهم ف الشارع؟؟
هل إحنا مبنحترمش شوارعنا عشان شيفنها مش نضيفة؟؟ طب و هوا ميين اللي خلاها مش نضيفة ؟؟!!! في ناس نزلت من المريخ يعني رمت زبالة و مشيت؟!! ولا الزبالة دي من أيام الإحتلال الإنجليزي مثلاً!! مإحنا اللي خليناها مش نضيفة.
يعني كل واحد يرمي كيس الشيبسي بالخل اللي كان بياكلوا و يروح فاتح كانزيت البيبسي ورامي الحتة اللي فوق دي و يجرع الكان و بعدين بقي يعملك أبو الرجالة و يروح مطبق الكان بإيد واحدة (اللي هيا صفيح أساسا مش فولاذ مصفح يعني) و هوب ينشن بقي جوة كيس الشيبسي اللي هوا لسه رامية من شوية ده وتيجي تكلمه يبصلك بقرف كده و يتناكة لانهائية ويقولك "يعني هيا جت عليا أنا , هوا يعني كيس الشيبسي ده اللي هيزبل الشارع" .
اللي البيه و أمثاله مش واخدين بالهم منه إن أيوة يا سيدي هوا أم كيس الشيبسي اللي هيملا الشوارع زبالة, لان كيس شيبسي مني علي كان بيبسي منك علي علبة سجاير منه و كام إزازة منها ونبقي الجمهورية المزبلجية العظمى.
المهم عشان مطولش عليكوا.. أنا من هذا المنور أتعهد أمامكم جميعاً بأن أحافظ علي الدستور وأ.. لا مش دي - أتعهد إني مش هرمي أي حاجة من أي نوع في الشارع..نبدأ بنفسنا..وبعدين صحابنا و أهلنا, لو لقيت حد صاحبك بيرمي كانزيت البيبسي في الشارع كلمه,إنصحه.
أما بقي بالنسبة ل"ماما" الحكومة ف بنترجاها و نقع ف طولها "اللي هوا ما شا ء الله بلا حسد معدي 2 متر و شوية بالصلاة ع النبي كده
ممثلةً في الراجل النضيف ". بنقولها يا ماما الحكومة : عشان خاطرنا تصرفي شوية من فلوس الزبالة الي بقينا بندفعها ع الكهربا "غصم و إقتدار علي رأي اللمبي " وتزوديلنا عدد صناديق القمامة الظريفة دي اللي هيه بتبق متعلقة علي عواميد النور دي. ربنا يكرميك يا شيخة و يطولنا ف عمرك علي قد طول الراجل النضيف. قولوا أمين


on Dec 26, 2007 at 10:47 AM.

Wednesday, January 28, 2009

أصلها ماشية ب@#@% ! لامؤاخذة

فتاة ترتدي الحجاب, وعباءة سوداء لاتشف ولا تصف, رأيتها من ظهرها تسير أمامي, إلتفتت لأجد علي وجهها ما يكفي قبيلة من الهنود الحمر لطلاء الحرب ,في هجوم علي معسكر الوجوه الشاحبة...

(يا ستي ما يا تكوني لابسه الحجاب دا و فاهمه إيه الهدف منه و تكملي إلتزامِك بقى, يا تقلعي أمه و تبطلي تمثيل).



طب بلاش دي..



فتاة أخري ترتدي بنطالاً من نوع عجيب من القماش, ممتلئة إلى حدٍ ما, البنطال يبدو وكأنما قطع من قماش لُصِقت علي جسدها بالغراء. وليكتمل التأثير المنشود ترتدي حذاءً ذا كعوب عالية لا أدري كيف إستطاعت المشى فيه وأترك مخيلتكم لترسم النتيجة مع الحركة المدروسة لخطواتها.أما بالنسبةِ لباقي القصيدة فهي كفر ولن أستمر في الوصف كي لا أُتهمَ بتحريض الشباب. ترى العيون تتابعها فتنقلبُ نظرتها إلي إشمئناط و تقزز رهيبين. ولسان حالها يقول لستم أنتم أيها الأوغاد الرعاع من أبغي أن يقع تحت طائلة هذا التَجَمُل.الشغل دا كله معمول عشان يغش المغفل التاني و يجيب رجله

(طبعاً إذا أي إبن تييييت من دول فتح بقه هتقوم الدنيا و متعدش, إنتوا إيه حيوانات, مفيش سيطرة علي النفس خالص؟!!, مافيش إشباع؟!!, مفيش حته تفكوا فيها عقدكوا دي؟!! . و تطلع تسعين حملة و شختماشر مبادرة و شبحتاشر برنامج تليفزيوني وتيجي المذيعة "التي تلوك اللبان"-زي ما بيوصفوهم في الروايات دايماً- و تيجي الضحية المسكينة المستكينة الملاك الطاهر و الباطن غير الظاهر وتحكي مأساة البوبي اللي قال كلام كخ خدش حياءها و.. "بيقلعلنا يا بيه و إحنا عيال و منفهمش حاجة" علي رأي عادل إمام في مدرسة المشاغبين. أما بقي إبن سالطين البُلغة* اللي أمه داعيه عليه ف يومه أسود من السحابة السودة و( اللي جاي ده إقتباس من أسطورة رأس ميدوسا) "لسوف يمزق ألف مخلب أحشاء من بذر البذرة التي نبتت منها الشجرة التي صُنع من أخشابها" (خلص الإقتباس) مُلَل* السرير اللي بترتمي عليه جثته العفنة كل يوم. و هيتعمل منه عبرة لمن يعتبر و من لا يعتبر )

معجبتكوش دي؟ طب إستلموا

شاب وسيم يرتدي بنطالأ جينزاً من ذلك النوع الذي تجد حزام الوسط به عند الركبتين لتجد أن الجزء الذي يفترض أن يكون بين الساقين يتدلي ليصبح في مستوى ربلتي* ساقيه. بينما يظهر سرواله الداخلي واضحاً(دا عليه tweety يختي كميلة), ولكمال الصورة لابد بالطبع من ال"بادي" الضيق القصير ليظهر جزءً من ظهره , ولا مانع من عشرين أو خمسين حظاظة حول معصمه الأيسر و حبذا لو "أنسيال" حول المعصم الأيمن ويا سلام علي سلسلة ذهب أو فضة أو حتي سوار من الجلد ينتهي بجمجة أو رأس شيطان أو أي حاجة "كووول" من هذا الطراز حول رقبته . يحمر وجهه غضباً - الأولى أن يحمر خجلاً- حين يسمع أحدهم يميل علي أذن صديقه هامساً وهو يشير إليه: "شايف الواد التيت ده" .

(ماهو يا ننوس عين أُمك, لو إنت مسترجل في نفسك كده و عارف قيمة روحك مكنتش عملت في خلقتك القرف ده, وخليت اللي رايح و اللي جاى يقول عليك (كلمة علي وزن اللي فاتت بس إنجليزي). بالمناسبة بقى و بما إن ال"لامؤاخذة بال"لامؤاخذة" يُذكَر ,إيه أخبار كنتاكي التحرير؟!! ولمن لا يعلم فإن كنتاكي التحرير أصبح رمزاً للتحرير فعلاً, فال"لامؤاخذة رجل" هناك إما شاقطاً و إما مشقوط*, ولو ليك فيه فسترحلُ باسطاً و مبسوط, واللي هيجي معاك محسودٌ و مغبوط. أما إذا كان مالكش فيه و ذهبت بسلامة نية لتلق أحد أصدقائك هناك مثلاً فأنت في عقلك مخبوط.

بايخة دي؟ طب خدوا عندكوا

مهرجان الشيكولاته يسبب زحاماً شديداً في كل القاعات ال"لا مؤاخذة" ثقافية بالقاهرة..
مهرجان شيكولاته!! القاهرة أصبحت عاصمة سويسرا إذن!! وإذا كان مهرجان الشيكولاته يقام في القاهرة فأين تقام مهرجانات الزبالة والمجاري الطافحة و إحتفالات أطفال الشوارع و فاعليات التشرد و التسول و شم الكلة؟!! في جينيف بقي و لا باريس؟!! . بل و أين يقام سرادق عزاء العبقري محمود درويش الذي رحل عنا في نفس وقت إقامة هذا المهرجان ولم نسمع عن وفاته أو نقرأ عنها حتي في صفحة وفيات أهرام الجمعة ولو حتي كنعي مدفوع الأجر..طب بلاش درويش هيقولك فلسطيني و مش بتاعنا و أكيد كان ليه صلات بحماس و جايز كان عميل مزدوج لفتح, أين ذكري وفاة نجيب محفوظ يا سادة ال"لامؤخذاة" ثقافة؟!! مرت علينا مرور اللئام لا الكرام, لم تُقم حتي ندوة لمناقشة رواية واحدة من كتاباته. إنتَ فين يا عم فاروق حسني؟!! الظاهر خطف رجله في مشوار يشتريله علبتين شيكولاته..هوا الراجل مالوش نفس يعني!!

أي كلام دي؟! بلاش , ننزل بالتقيلة بقى

وفاة مش عارف كام ميت واحد في طوابير العيش, حوادث مش عارف أد إيه في طوابير بنزين 80, تزاحم في طوابير تذاكر سباق يخوت السرعة في بورتو مارينا, إيه؟؟!! تاني كده؟!! أه وربنا, سباقات يخوت سرعة, في مصر؟!! في نفس المكان و الزمن و البلد و الإقليم المناخي و البُعد الزمني و الحاجز الزمكاني اللي فيه الناس بتموت في طابور عيش, في ناس بتدفع مش عارف كام ألف عشان تتفرج علي يخوت السرعة, و بعدين يروحو يضربو البيكيني و المكيني و النيني نيني و يركبو ا التلفريك و يا فكيك علي البيتش ولاد ال (كلمة زي اللي فاتت مع إختلاف النطق وإنجليزي برضه).

أخر حتة بقي
في إفتتاحية مهرجان مش عارف إيه الحلمنتيشي للفن التاسع بدبي , ألعاب نارية تنطلق بتكلفة تصل إلي 20 مليون جنيه مصري. أفقطهلكوا*؟ عشرون مليون جنيهاً مصرياً فقط لا غيرررررر, شوف إزاي ؟!! أهي دي بقي ملهاش غير أمثال جداتنا الله يرحمهم "اللي معاه قرش محيره , يجيب صاروخ ناري و يفجره" أشوفه والع إنشاء الله اللي ضيع أموال المسلمين دي كده.
أه ه ه ه ه ه يا حرقة دمي يانا, ضغطي عِلي , مافيش فايدة طول ما إحنا ماشيين ب... لامؤاخذة دماغنا , إوعوا تفهموني صح ...
_____________________________________________________________
(البُلغة هي المركوب أي الخف أو الحذاء, الجزمة يعني. و سالطين دي معرفهاش بس التركيبة علي بعضها إحدي الشتائم المفضلة لأحد أصدقائي)
(مُلَل جمع مُلة و هي خشبة توضع مجموعة منها بعرض الفراش لتحمل المرتبة, والكلمة تستخدم للمبالغة مع الصفات السيئة أحياناً فيقال مثلاً الواد ده غبي مُلة أو البت دي عبيطة مُلة وهي المرادف الشعبي لكلمة "أخر حاجة" التي يستعملها عادةً أبناء الذوات)

(الربلة هي العضلة الخلفية للساق و المحيطة بقصبة الساق من الخلف أو ما يطلق عليه السمانة)

(شَقَطَ, يشقط فهو شاقط و هي مشقوطة غالباً إلا أنه من الجائز أن يكون الشاقط و المشقوط من نفس الجنس اليومين دول, بل ولا أبالغ لو قلت أنه أصبح من العادي الأن أن تكون هي شاقطة –بالشين ها- و هو مشقوط . أما معني الفعل فهو مرادفُ للتعليق , والتظبيط , أي إلتقاط الرجال أو الفتيات أو ما شابه النوعين من الطريق بهدف محدد و مش هنفسر أكتر من كده)

Tuesday, November 4, 2008

أي كلام 3- أبيض وأسود

إمبارح وكالعادة الجديدة اللي لسه حاكي عنها المرة اللي فاتت كنت بعمل Ovaltine الصباح. حطيت السكر في المج بتاعي , ورحت حطيت اللبن في اللبانة الصغيرة علي النار, وقلت أستغل الفرصة علي ما اللبن يسخن, و أروح أحط البودرة السحرية علي السكر وأقعد أقلب فيه عشان يعمل وش زي بتاع الكابوتشينو كده. حطيت معلقتين من الOvaltine علي السكر و إبتديت أقلب..سرحت وأنا ببص علي الخليط.. تعالوا نسرح سوا. ال Ovaltine لونه بني مش غامق و مش فاتح, السكر بقي لونه إيه يا حلوين؟ لأ مش أصفر إسكت إنت..أيوه أيوه قولي تاني يا شطورة إنتي ياللي في الأخر, أيوه صح السكر لونه أبيض..لون اللبن, لون الخير.. و لو إفترينا علي ال Ovaltine شوية هنقول إن لونه غامق,إسود, شرير.. ببص في قاع الكباية و إيدي ماسكة المعلقة و مستمرة في التقليب و الضرب و الفعص و الهرس و زلزلة حياة حبات السكر و بودرة ال Ovaltine لقيت حاجة غريبة بتحصل.. هي مش غريبة يعني, بتحصل دايما و إحنا بنعمل شاي أو نسكافيه أو قهوة أو أي مشروب تاني لون حبيباته غامق و بنحطله سكر..بيتهيئلي فهمتوا..السكر.. الأبيض.. الفاتح.. الحلو.. لون الخير.. بيتقلب بني ي ي ي ي... بيفقد لونه..اللون الإسود بيطغي عليه.. بيفتري.. بيضيعه خالص و يمحي أثره..بيقلبه بني زيه..لون الخليط النهائي يخلييك تقول إن السكر لونه برضه بني..متعرفش تفرق مين كان حباية سكر و مين كان Ovaltine.
بس إمتي حصل كده؟؟ لو لاحظتوا كويس هتلاقوا السكر مخسرش نفسه وحلاوته و لونه غير مع التقليب.. مع الحركة.. مع الظروف و المواقف .. مع الحياة.
طب تعالوا نشوف دي.. الطفل أبيض.. حلو.. نقي.. لسه نازل الكباية.. وبعدين؟؟ بيتقلب.. فيتشقلب.. فيبقى بني.. وساعات كتير بيبقي إسود.. إسود غامق قوي.. إسود شرير..
السكر مش ضعيف.. ومش ممسوح الشخصية و مش مستسلم.. بدليل إنه مخسرش لونه و نقائه بمجرد ما حطينا عليه ال Ovaltine وحتي في أول التقليب هنلاقي شوية حبوب سكر بتحاول تقاوم..أو حتى تهرب..لكن أنا بفتري في اليقليب بصراحة.. و النتيجة.. مفيش ولا حبة سكر بتفضل بيضا زي ما إتولدت.. كلنا بنبقي علي أحسن تقدير.. بني...
فقت من تأملاتي علي صوت اللبن بيفور علي النار..صوت الوووووش المميز و رائحة اللاكتوز المحروق.. أنقذت ما يمكن إنقاذه ورحت أصب اللبن علي الخليط البني.. شيطان تأملاتي صحي تاني.. قالي بص كده علي اللبن ده.. مش أبيض أهو ورمز تفاؤل و خير.. ماله- لما بيتصب علي شوية حبيبات بني- ماله بيبقي بني هوا كمان.. حتي اللبن!!! حتي اللبن مش قادر يقاوم..وأنا اللي كان كل أملي إن اللبن الأبيض الجميل, بكميته اللي هي أكيد أكتر بكتير من معلقتين ال Ovaltine اللي أنا حاطتهم , أكيد هينقذ السكر, أكيد هيساعده يستعسد لونه و نقاءه, أكيد هيغسله و يرجعه زي ما إتولد.. لكن حتي اللبن.. حتي اللبن بيبقي بني..ومن غير تقليب كمان..


نسمة ربيع لكن بتكوي الوشوش
طيور جميلة بس من غير عشوش
قلوب تخفق إنما وحدها
هي الحياة كدا.. كلها في الفاشوش
وعجبي
(سيدي وتاج راسي صلاح جاهين )


وإذا كان يوسف بك وهبي قال "وما الدنيا إلا مسرحٌ كبير" و إذا كانت أغنية تتر مسلسل البراري و الحامول بيقول "الدنيا ملاحة يابا" فسجلوا عن لساني إني بقول " وما الدنيا إلا مجٌ كبير" و "الدنيا كباية يابا" وكلنا بندخلها سكر و نتقلب ونبقي Ovaltine لأ و البعض بيبقوا زفت الطين..

Sunday, November 2, 2008

أي كلام 2 -بودرة الذكريات

من يومين كده قررت أشرب حاجة الصبح , كالعادة اللي يعرفني كويس يعرف إن أخر مرة إتعاملت فيها مع وجبة الفطار كانت قبل إمتحانات الإعدادية تقريباً . المهم,الحاجة اللي شجعتني علي القرار الجرئ ده واللي أكيد معدتي هتقدم بسببه طلب هجرة, أو هتهرب عبر الحدود و تطلب حق اللجوء في دولة الكبد الشقيق, اللي خلاني أتهف في دماغي هوا ال Ovaltineحاربه الله. و ال Ovaltine يا إخواني لمن أنعم الله عليه بعدم معرفته به هو أعظم وأخطر و أشد و أدهي و..ألذ و أطعم مشروب شوكو في الدنيا وبالتأكيد يوجد أنهار Ovaltine في الجنة. هذا الشراب الملعون كنت أعاني من حالة إدمان مزمن له كل طفل ثم مَنَ الله علي و خلصني من إدمان الOvaltine اللعين بل و من كل وجبة الإفطار. ومع عودتي في سن العاشرة تقريباً إلي أرض مصر العقيمة..قصدي الحبيبة (بعد حوالي ثمان سنوات في السعودية), لم يعد الOvaltine الملعون متوفراً وغدوت في أمان تام من أخطار الإرتداد و التردي في حفرة إدمانه, إلا أني كأي شمام بيحترم نفسه وكأي طفل متعود علي حاجة, حاولت البحث عن بدائل. تعاطيت كاكاو كورونا و نسكويك و بعض الأنواع المجهولة و لم أجد مثيلاً لل Ovaltine (متنسوش إن الكلام ده كان بيحصل في أوائل التسعينيات من القرن الماضي-1993 - وإنت طالع, مكانش لسه برنامج الحزب الوطني المبارك سمح بإستيراد كل حاجة وأي حاجة كما هو الحال الأن). هكذا و بعد رحلة من البحث المضني إستمرت لمدة تزيد علي الشهور الست (مدة برضه علي طفل 10 سنيين يا ناس). قررت التنازل عن وجبة الإفطار و عن حلمي في العثور علي العلبة البرتقالية الحبيبة و ما تحويه من بودرة الحياة. إلي هنا والأمور عادية -قصة كل يوم يعني- لكن الجديد في الأمر هو أني من إسبوعين أو أكثر قليلاً كنت في زيارة ميمونة لcarrefour وبينما أتجول هناك مع العائلة الكريمة -لا لا مش قادر أفتكر اللحظة دي- فوجئت..صعقت.. ذهلت.. إتهبلت.. ففجاْة و من اللا مكان قفزت أمامي صفوف من العلبة البرتقالية التي ماتزال ذاكرتي تحمل صورتها , ما إنفك قلبي يحوي الحنين نحوها(جامدة ما إنفك دي؟) وما بقيت شعيرات التذوق في لساني لم تذق أطيب منها. سرت رجفة الذكريات من عقلي إلي قلبي بل و إلي لساني ومعدتي. تضحكون؟ ربنا يوقعكوا في براثن ال Ovaltine وساعتها هشوف هتضحكوا إزاي. المهم و كما المندوه (أي من نادته النداهة) و كالمسحور (يعني اللي إتعمله سحر) و كالمبهور (مفهومه بقي دي) وكالمهبوش و كالملهوف و كالمسروع و المسعور و كا أي حاجة تعجبك, هجمت علي العلب البرتقالية هجوم المذؤب الجائع علي فتاة من غجر التوسكاني. عبئت العربة بكمية تكفي لقبيلة من المحرومين.
بعد عودتني للمنزل أخذت إحدى علبي الثمينة وإنفردت بها لأسترجع ذكريات طفولتي. وكمدمن أتم شفاءه ثم وجد نفسه في جنةٍ من مخدره المفضل, شعرت بتردد شديد وأنا أمد يدي ببطء لأفتح العلبة الأولي وعرق بارد يغمر جبهتي, شفتاي ترتجفان, يدي تمتد , نظراتي ملهوفة يختلط فيها التردد بالندم بالرغبة المحمومة.. فتحتها.. هاهي العلبة الأولي أمامي مفتوحة سهلة المنال كعكا بعد الخيانة (طبعاً الحالة اللي فاتت دي مبالغة لزوم الحبكة الأدبية إنما أنا كنت بفتح علبة مشروب شوكولاته يعني مش حقنة مكس). اللبن علي النار, كوبي المفضل أمامي, ثلاث ملاعق من السكر ترقد مستكينة في قاع الكوب, كتابٌ ما ينتظرني علي سريري, قطتي ترقد جوار وسادتي المفضلة, لاب توبي يلعب مجموعةً من أغانيَ المفضلة, الجو بالكامل مهيئ أتم التهيئة و مجهز أكمل التجهيز إستعداداً للحظة الحاسمة, لحظة ظهور ال Ovaltine مرة أخري في حياتي..
اللبن الأن في الكوب, السكر مذاب , ملعقةٌ في يدي, و العلبة الحبيبة في اليد الأخري..تري ما هي الجرعة التي يمكنني إحتمالها؟ كطفل إعتدت وضع ملعقتين في كوبي الصغير. لكني أيضاً وقتها كنتُ معتاداً أريباً ولم تكن أي جرعة من ال
Ovaltine لتؤثَر في. أما الأن وبعد أعوام عديدة من الإنقطاع فلا أدري كيف يكون تأثيره السحري علي خلايا مخي. لكني مدفوعاً بشوقي قررت المغامرة بوضع ملاعقٍ ثلاث..وليكن ما يكون..هكذا و بعد أن تم مزج اللبن بالسكر بمشروبي السحري حملت كوبي برفق وإتجهت إلي غرفتي. رائحته الزكية تفعم أنفي فتستدعي ألاف الذكريات.. طفولتي الحبيبة.. حنيني إليها يزداد كلما أوغلت في العمر.. كم كان كلُ شئٍ بسيطاً ميسراً.. أحلامي كانت كلها ملكي, كل ما أشتهيت كان ملك يميني و طوع أمري.. كنت طفلاً مدللاً لكنه ليس تدليل إفساد و ليس تدليل سفه. إنما هو تدليل أبوان محبان تفانيا و مازالا من أجل إبنهم الوحيد أنذاك و من أجلي أنا و أختي الصغيرة فيما بعد.. يا الله.. علي قدر ما كرهت البعد عن الأهل و الأصدقاء في السعودية, علي قدر ما أحببت الحياة في "أبها" ,مدينةٌ صغيرة هي. في الجنوب متاخمة لساحل البحر الأحمر, علي إحدي قمم سلسلة جباله, إرتفاعها حوالي 2300 متر من سطح البحر, جوها رائع طوال العام..دائماً في الصباح كنت أستيقظ علي رائحة ال Ovaltine ودفئه المحبب و دخانه المتصاعد في جو أبها حيث حرارتها العظمي لا تتجاوز أبدا 25 درجة مئوية. كانت دائما ما تمطر في حوالي الرابعة عصراً, و في الشتاء كانت تمطر ثلجاً طوال الليل.. لكم أتمني أن أعيش هناك ولو لفترة. هكذا يا أصدقاء و بكل تلك الذكريات و الحنين أقبلتُ علي الكوب لأعب منه عباً نهما وسعادةٌ مجهولةً تغمرني.. لم يعد ما في يدي كوباً من مشروب بل صار ذكرياتي, طفولتي مجسدة , أحلامي الصغار عائدةُ إليَ من جديد..
بس يا سادة يا كرام و من ساعتها و أنا بشرب كباية قبل النوم و واحدة الصبح..
مرحباً إدماني الحبيب..

Sunday, October 26, 2008

أي كلام1 - رز باللبن وشبشب

نايم في سريري بقرا رز باللبن لشخصين. مش وحش , في حاجات إتأثرت بيها فعلاً. بتمطع و مسترخي أخر حاجة, بيتهيألي دلوقتي شكلي عامل زي قطتي وهيا لسه صاحية من النوم. ده قبل ماتخلف طبعاً دلوقتي بقت تقريباً مبتلحقش تنام ,هي الأمومة متعبة أوي كده في كل الحيوانات؟ حتي البني أدمين؟ طب و الأبوة؟ متعبة كده برضه؟!! ,يارب لأ .بيتهيألي علي ما هعرف أتجوز -ده لو لقيت واحدة هبلة تعرف تتعامل مع دماغي الطاقة- بيتهيألي علي ما أتجوز و أبقي أب مش هبقي طايق نفسي, هكون إستهلكت كل سعتي النفسية وكل قدرتي علي الإحتمال, ما بين شغل و عيلة وصحاب و طلبات مبتخلصش من كل حته. ده بقي غير معجزة فترة التجهيز للجواز اللي لسه مش عارف أولياء الله اللي قدروا يعدوها عملوها إزاي. أكيد لو بقيت أب هبقي رخم أوي ي ي ي ي. وغالباً روح الدعابة بتاعتي هتكون طلعت و بروح أزورها في ترب الغفير. و بعدين إزاي عيالي هيعرفوا يصيعوا عليا؟!! ماهو لازم يصيعوا ,حقهم برضه!!. بس المشكلة إني أكيد هفقسهم. تفتكروا أبويا كان دايماً فاقسني؟ وكان بيطنش يعني؟!! مع إنه مايبانش عليه إنه من النوع اللي ممكن يطنش حاجة مش عاجباه!! غريبة بقاله خمسة وعشرين سنة أبويا ولسة مش فاهمة 100 100 برضه. الله؟!! امال أنا إزاي هفهم البنت اللي هتجوزها!!! أكيد مش هنعد مع بعض أكترمن 25 سنة نحب و بعدين نقول يا جواز!! شكلها كده مفيهاش جواز يا جدعان. عموماً مانا عايش زي الفل أهه و عايش حياتي في 5 أبعادمش بس أربعة بالعند في أينشتين . إيه التخريف اللي أنا بقوله ده. ما علينا هروح أشرب.
أنا تاني وأنا رايح أشرب لقت شبشبي واسع عليا!! أنا متأكد إنه هوا مش واحد شبهه, دانا حتي سألته وأكد لي إنه هوا. أمال إيه اللي حصلك طيب!! ماهو رجلي أكيد مصغرتش , وشبشبي بيقول إنه مكبرش مُصر إنه زي ما هوا, أنا شاكك إنه يكون كل حاجة خلته يتخن ويكبر كده, بس هو بيقول محصلش, وأنا شبشبي لايمكن يكدب عليا إحنا صحاب من زمان.. بقاله معايا حوالي أربع سنين. بالبسه في البيت و ساعات بكسل أغيره بشبشب الشارع لو نازل حته قريبة. عارف كل صحابي اللي في الشارع عندي بنزل بيه لما بقابلهم تحت البيت. أول مرة أخبط بني أدم وأنا سايق كانت وأنا لابسه, محدش عرف الحكاية دي غيره هوا و عربية أبويا (ماهي صاحبتي برضه وما قالتش لحد). باخده معايا في كل رحلاتي ومصايفي, عارف شوارع إسكندرية كويس أوي. و جوه المعمورة بيمشي لوحده يوديني من السوق لسلطانة أضرب أيس كريم و بعدين أروح السوق القديم اللي جنب الشط..يوديني للراجل العجوز بتاع الروايات مصرية للجيب, عامل فرشة في أول السوق علي اليمين جنب بتاع الزلابيا. بقطع بون بعلبة زلابيا صغيرة, وعلي ما تجهز أروح أقلب في القصص. أشتري 7 ولا 8 ولا 10. دايماً أشتري لحد ما الفلوس اللي في جيبي تخلص. وأخد الزلابيا و جري علي الشقة. أمدد علي الكنبة في البلكونة, الكنبة الخضرا, أكيد كل واحد فيكوا عنده كنبة خضرا, أمال هتقروا إزاي يعني؟!!, لازم الكنبة الخضرا, أكل القصص وأقرا الزلابيا وأشرب الهوا و اشم عصير الجوافة باللبن اللي أمي بتعمله. أحلي جوافة باللبن في الدنيا..أنا كنت بتكلم عن حاجة باللبن برضه من شوية؟!! أه الكتاب "رز باللبن لشخصين" وبعدين رحت أشرب مش كده؟, المهم بقي , و انا بفتح التلاجة الصغيرة اللي في المطبخ سمعت أمي بتقول "هات الكبايات من عندك وتعالى طلع الحاجة الساقعة من التلاجة لحسن دي في الفريزير" بتتكلم علي التلاجة اللي في السفرة. مش عارف ليه إضايقت لما قالتلي كده!! قفلت التلاجة الصغيرة ورحت علشان أجيب الكبايات, أبويا بيحب الكبايات الميتال دي (ستانليس ستييل) في منهم نوعين واحد أكبر شوية من التاني, فكرة في دماغي بتقولي لازم الأربع كبايات اللي هتجيبهم يبقوا زي بعض, مش عارف ليه؟!! الصوت ده دايما في دماغي و دايما عايز كل حاجة مظبوطة بالملي, حاجة تقرف!! طب والله لأنا واخد كل كباية شكل بالعند فيك بقي هه. برضه الصوت ده في حته تانيه من دماغي, ده بقي صوت عيل خالص علي عكس الأولاني عايزها سبهلله, هيصة, مش عايز حاجة زي التانية, بيزهق بسرعة جداًَ وكل ما أبتدي في حاجة يروح ناطط في دماغي بفكرة تانية عايزني أعملها و أسيب اللي في إيدي. بس الصوت الأولاني دايماً يديله علي دماغه ويشكمه. وهو بيسكت مبيردش , عيل صحيح !!. المهم عشان أحل النزاع بصورة ترضي جميع الأطراف. رحت جايب كبايتين ميتال و إتنين إزاز شكل بعض. قرفوني الإتنين و علي كلام فاضي دي كبايات يا جدعان مش قضية يعني!! في وسط الخناقة الصوت العيل نط في دماغي وقالي ما تيجي نكتب اللي بيحصل ده!! وبعدين راح يكمل الخناقة. بصراحة كبرت في دماغي ,و عشان الصوت الأولاني الرخم كان بيتخانق مش فاضي ملقتش حد يمنعني, رحت ساحب اللاب توب من الشطنة, سمعته بيشتم , أصله نايم و الدنيا برد و الشنطة دفا, قلتله بقولك إيه هتصحا يعني هتصحا يا إما هعملك ريستارت أنا بقلك أهوه. قالي طب هات الشاحن حتي!! مردتش عليه و رحت ساحبه علي السرير و ممدد و كاتب الكلام الفاضي ده. جاتلي رسالة علي الموبايل خلتني فرحان جدأً بس لازم أمشي , هخش علي المسنجر شوية كده. و بالمرة أحط البتاعة دي علي كتاب الوجه. أه نسيت أقلكوا و أنا بكتب كنت بسمع سميرة سعيد!! اللي يعرفني كويس هيقولي إيه الإسفاف ده!! من إمتي بتسمع سميرة و ما شاباه؟!! مش عارف بس سميرة لما ببقي عايز أكتب حاجة عامية بتعمل معايا شغل أعلي من موسيقي موتسارت مع الأشباح حاجة كده ممكن نقول عليها "تأثير سميرة" زي تأثير موتسارت كده بتاع الميتافزيقيا. يلا أشوفكوا بعدييييييين.

رحلة قصيرة إلي مرسي مطروح:الحلقة الأولي

منذ فترة قصيرة(مش أوي يعني) تلقيت مكالمة هاتفية قصيرة (برضه) من أحد أصدقائي الذين تعرفتهم في شركة حرف والتي عملت بها لفترة من الزمن(كانت أيام ربنا ميوريكوا) المهم ان مفاد هذه المكالمة هو دعوتي لرحلة إلي قرية بالساحل الشمالي(موضة اليومين دول) في شاليه يملكه أحد أصدقاء صديقي(لأ و إيه السفر رايح جاي بالعربية) ونظراً لأن تكاليف الرحلة هكذا تقترب من تمانيه جنيه إلا ربع ونظراً لاني كنت (بشمشم)علي أي تغيير فقد وافقت فوراً وبدون قيد أو شرط وكان الإتفاق أن نتقابل في إحدي ميادين العاصمة الكبرى في حوالي السادسة والنصف صباحاً(طبعاً متقبلناش قبل سبعة و نص)المهم أني حملت حقيبتي التي تم تحضيرها علي عجل(التحضير هوا اللي علي عجل يعني بسرعة, مش الشنطة هيا اللي فيها عجل يا سخيف) وخرجت من محطة المترو لأتجه إلي مكان اللقاء, في الطريق إستوقفني العدد غير الطبيعي من المسافرين الذين يتجهون إلي محطة القطار(يبقي أنا في ميدان إيه يا شطارر؟؟) كانوا يبدون وكأنهم يفرون جميعاً من القاهرة إلي مختلف أرجاء مصر. دفعني هذا إلي التفكير فيما جعل بنت المعز الفاطمية تتحول إلي بنت ال... التي نحيا فيها الأن. ما علينا, بعد دقائق خمس وفي المكان المحدد وجدت صديقي يشير لي من النافذة الخلفية لسيارة أوبل بيضاء موديل 95 فابريكا ودواخل و المخابرة مع البواب.كان يحتل المقعد الخلفي بالكامل أما المقعدين الأماميين فيشغلهما شخصان لم ألقهما من قبل. أحدهما -(قائد السيارة)-ملتحي ويبدو في أوائل الثلاثينات من عمره نحيف, أنيق, رياضي القوام إلي حد ما, أما الآخر فهو علي النقيض تماماً فهو ممتلئ واضح البدانة, حليق و يبدو في منتصف العشرينات(أل يعني الفرق بين منتصف العشرينات و أوائل التلاتينا ت واضح من بصة مخدتش نص دقيقة.. دنا طلعت عبقري بقي و أنا مش واخد بالي) المهم بعد التحية التقليدية و السلامات و الذي منه قام صديقي بواجب التعارف و قدمني إلي صديقيه "خالد, راجل حرفر سابق قد الدنيا" ثم قدم لي أولهما (البدين) "أحمد إبراهيم, صاحب الشالية ومش مهم تعرفه أكتر من كدا" و "عمرو جمجوم, صاحب العربية و ده مهم تعرفه كويس" .. كما أخبرني أيضا أن كلاهما يعمل معيداً بكلية الحاسبات و المعلومات بجامعة عين شمس (طلعوا ولاد كار يعني ).. وهكذا بدأنا التحرك بإتجاه الطريق الصحراوي لتبدأ رحلتنا الميمونة إلي عالم المرح
TO be continued.....

رحلة قصيرة إالي مرسي مطروح: الحلقة الثانية

إنطلقت بنا السيارة في طريق القاهرة/الإسكندرية الصحراوي وبعد قليل توقفنا بإحدى محطات البنزين.. ولأني ساذج ولا خبرة لي بتقاليد ماقبل السفر التي يتبعها أبناء الناس الهاي لايف فقد ظننت أننا توقفنا للتزود بالوقود, و كراجل جنتلمان همست في أذن صديقي (مش مفروض نقسم مع الراجل ده في البنزين ولا إيه؟) فأجابني (أه محنا هنعمل كده فعلاً بس إحنا مش هناخد بنزين دلوقتي) ونظراً لأننا كنا متوقفين بالفعل في محطة البنزين فقد نظرت لصديقي مندهشا لغبائه وهمست من بين أسناني(أمال إحنا بنعمل إيه ف محطة البنزين يا ناصح؟) فنظر لي صديقي مندهشا وقال (إحنا داخلين نجيب حاجات السفر من OntheRun يابني ) فسألته و برأة الأطفال الرضع تملأ عيني (مين أون ذا رف ده يا عبدو؟؟ -صديقي يدعي عبد الحميد) وهنا إرتسم علي وجه عبدو تعبير يشبه ما يمكن أن يرتسم علي وجهك إذا وجدت حشرة بنفسجية اللون ذات سبعة عشر زوجاً من الأرجل تزحف علي ياقة قميصك. أخذ يتفرس في وجهي وكأني عجيبة من عجائب الخالق, ثم سألني في ذهول (إنت متعرفش OntheRun؟!!!!)و لما أجبته بأن (ولا عمري سمعت عنه) قال (طب إنزل يابو جهل, هعرفك علي معالم الدنيا) .ترجلت أنا و عبدو من السيارة لنلحق بعمرو و أحمد وأنا متشوق لمعرفة ماهو هذا الOnTheRun الذي لابد أن تبدأ رحلتنا بزيارته وكأننا نتبرك به قبل أن ننطلق في سفرنا الطويل.المهم ,بعد أقل من ثلاث دقائق من المشي وجدت مبني من دور واحد لاتتجاوز مساحته الكلية مساحة غرفة البواب في العمارة التي أقطن بها,وفوقه لافتة باللونين الأحمر و الأصفر معلنة أن هذا هو ال OnTheRunالعظيم. هنا ولأن حجم الإستنكار الذي لاقيته من عبدو عندما أعلنت جهلي ب OnTheRun كان هائلاً مما جعلني أتخيل أننا ذاهبون إلي mega hyper super dupr market يوازى CityStars مول أو كارفور علي الأقل, أقول,هنا وبعد رؤيتي لكشك السجائر المدعو OnTheRuf توقفت و جذبت عبدو من ذراعه بشدة هاتفا (هوا ده بقي OnTheRun يا عم عبدو؟!!!!!, دي كافيتريا كليتي أكبر منه) فرد عبدو (إستني بس لما تخش جوه) فقلت مستهزئً (ليه يعني هوا أنا لما أخش جوه هيكبر, هوا من النوع اللي بيوسع مع اللبس ولا إيه هيريح عليا ؟).لم يرد عبدو هذه المرة فقط جاوابني بإبتسامة ساخرة لم أفهم معناها حتي الأن(فاهم بس عامل عبيط عشان الإحراج).
المهم, دخلنا جميعا OntheRun وإنطلق عمرو و أحمد وعبدو لشراء ما يلزمنا من طعام وشراب لرحلتنا إلي الساحل و التي قد تستغرق ما يزيد علي الست ساعات حيث أن الشاليه المقصود كان في قرية تقع بعد مطروح بحوالي عشريناً من الكيلومترات.أقول إن رفاقي إنطلقوا بحكم معرفتهم التي من الواضح أنها تامة بالمكان علي حين وقفت أنا علي بعد عدة خطوات من الباب لأُلقي نظرة فاحصة ماحصة علي المكان بأسرِه, كان مزدحما ممتلأً بالحركة, حتي بدوت بوقفتي المتراخية الباردة غريباً وسط كل هذا النشاط ,تسألت بيني و بين نفسي إذا كان هؤلاء الشباب والشابات -(كنموذج للشباب المصري) -إذا كانو علي هذا القدر من النشاط والحماسة وهم يستعدون لقضاء أجازاتهم والتي من المفترض أن يميلو فيها إلي الراحة والدعة, فما بالك بهم في أعمالهم لابد أن الواحد منهم في عمله أو دراسته "دينامو متحرك" . وهمست لنفسي (طب ما شباب البلد زي الفل أهم أمال الوكسة اللي إحنا فيها دي جية منين؟!!). لكني بعد عدة دقائق من التأمل والنظرة الأكثر تمعناً فهمت.. الشباب بالداخل كلهم من الطراز" الهلاهوته" أو"الشب الشلحف", وهما بالمناسبة طرازان مختلفان تماماً من ال-لامؤخذاة-شباب إبتلي الله به هذا البلد هذه الأيام.. وإذا كان بلاء الشباب في الماضي هو ال شارل ستون و الحذاء كعب الكباية و شعر بيبو الكنبوشة مع سوالف تشبه قضبان الترماي,فإن كل هذا يهون أمام بلاء طرازات الشباب الجديدة وبخاصة "الهلاهوتة" ده و... وللحديث بقية..