Tuesday, November 4, 2008

أي كلام 3- أبيض وأسود

إمبارح وكالعادة الجديدة اللي لسه حاكي عنها المرة اللي فاتت كنت بعمل Ovaltine الصباح. حطيت السكر في المج بتاعي , ورحت حطيت اللبن في اللبانة الصغيرة علي النار, وقلت أستغل الفرصة علي ما اللبن يسخن, و أروح أحط البودرة السحرية علي السكر وأقعد أقلب فيه عشان يعمل وش زي بتاع الكابوتشينو كده. حطيت معلقتين من الOvaltine علي السكر و إبتديت أقلب..سرحت وأنا ببص علي الخليط.. تعالوا نسرح سوا. ال Ovaltine لونه بني مش غامق و مش فاتح, السكر بقي لونه إيه يا حلوين؟ لأ مش أصفر إسكت إنت..أيوه أيوه قولي تاني يا شطورة إنتي ياللي في الأخر, أيوه صح السكر لونه أبيض..لون اللبن, لون الخير.. و لو إفترينا علي ال Ovaltine شوية هنقول إن لونه غامق,إسود, شرير.. ببص في قاع الكباية و إيدي ماسكة المعلقة و مستمرة في التقليب و الضرب و الفعص و الهرس و زلزلة حياة حبات السكر و بودرة ال Ovaltine لقيت حاجة غريبة بتحصل.. هي مش غريبة يعني, بتحصل دايما و إحنا بنعمل شاي أو نسكافيه أو قهوة أو أي مشروب تاني لون حبيباته غامق و بنحطله سكر..بيتهيئلي فهمتوا..السكر.. الأبيض.. الفاتح.. الحلو.. لون الخير.. بيتقلب بني ي ي ي ي... بيفقد لونه..اللون الإسود بيطغي عليه.. بيفتري.. بيضيعه خالص و يمحي أثره..بيقلبه بني زيه..لون الخليط النهائي يخلييك تقول إن السكر لونه برضه بني..متعرفش تفرق مين كان حباية سكر و مين كان Ovaltine.
بس إمتي حصل كده؟؟ لو لاحظتوا كويس هتلاقوا السكر مخسرش نفسه وحلاوته و لونه غير مع التقليب.. مع الحركة.. مع الظروف و المواقف .. مع الحياة.
طب تعالوا نشوف دي.. الطفل أبيض.. حلو.. نقي.. لسه نازل الكباية.. وبعدين؟؟ بيتقلب.. فيتشقلب.. فيبقى بني.. وساعات كتير بيبقي إسود.. إسود غامق قوي.. إسود شرير..
السكر مش ضعيف.. ومش ممسوح الشخصية و مش مستسلم.. بدليل إنه مخسرش لونه و نقائه بمجرد ما حطينا عليه ال Ovaltine وحتي في أول التقليب هنلاقي شوية حبوب سكر بتحاول تقاوم..أو حتى تهرب..لكن أنا بفتري في اليقليب بصراحة.. و النتيجة.. مفيش ولا حبة سكر بتفضل بيضا زي ما إتولدت.. كلنا بنبقي علي أحسن تقدير.. بني...
فقت من تأملاتي علي صوت اللبن بيفور علي النار..صوت الوووووش المميز و رائحة اللاكتوز المحروق.. أنقذت ما يمكن إنقاذه ورحت أصب اللبن علي الخليط البني.. شيطان تأملاتي صحي تاني.. قالي بص كده علي اللبن ده.. مش أبيض أهو ورمز تفاؤل و خير.. ماله- لما بيتصب علي شوية حبيبات بني- ماله بيبقي بني هوا كمان.. حتي اللبن!!! حتي اللبن مش قادر يقاوم..وأنا اللي كان كل أملي إن اللبن الأبيض الجميل, بكميته اللي هي أكيد أكتر بكتير من معلقتين ال Ovaltine اللي أنا حاطتهم , أكيد هينقذ السكر, أكيد هيساعده يستعسد لونه و نقاءه, أكيد هيغسله و يرجعه زي ما إتولد.. لكن حتي اللبن.. حتي اللبن بيبقي بني..ومن غير تقليب كمان..


نسمة ربيع لكن بتكوي الوشوش
طيور جميلة بس من غير عشوش
قلوب تخفق إنما وحدها
هي الحياة كدا.. كلها في الفاشوش
وعجبي
(سيدي وتاج راسي صلاح جاهين )


وإذا كان يوسف بك وهبي قال "وما الدنيا إلا مسرحٌ كبير" و إذا كانت أغنية تتر مسلسل البراري و الحامول بيقول "الدنيا ملاحة يابا" فسجلوا عن لساني إني بقول " وما الدنيا إلا مجٌ كبير" و "الدنيا كباية يابا" وكلنا بندخلها سكر و نتقلب ونبقي Ovaltine لأ و البعض بيبقوا زفت الطين..

Sunday, November 2, 2008

أي كلام 2 -بودرة الذكريات

من يومين كده قررت أشرب حاجة الصبح , كالعادة اللي يعرفني كويس يعرف إن أخر مرة إتعاملت فيها مع وجبة الفطار كانت قبل إمتحانات الإعدادية تقريباً . المهم,الحاجة اللي شجعتني علي القرار الجرئ ده واللي أكيد معدتي هتقدم بسببه طلب هجرة, أو هتهرب عبر الحدود و تطلب حق اللجوء في دولة الكبد الشقيق, اللي خلاني أتهف في دماغي هوا ال Ovaltineحاربه الله. و ال Ovaltine يا إخواني لمن أنعم الله عليه بعدم معرفته به هو أعظم وأخطر و أشد و أدهي و..ألذ و أطعم مشروب شوكو في الدنيا وبالتأكيد يوجد أنهار Ovaltine في الجنة. هذا الشراب الملعون كنت أعاني من حالة إدمان مزمن له كل طفل ثم مَنَ الله علي و خلصني من إدمان الOvaltine اللعين بل و من كل وجبة الإفطار. ومع عودتي في سن العاشرة تقريباً إلي أرض مصر العقيمة..قصدي الحبيبة (بعد حوالي ثمان سنوات في السعودية), لم يعد الOvaltine الملعون متوفراً وغدوت في أمان تام من أخطار الإرتداد و التردي في حفرة إدمانه, إلا أني كأي شمام بيحترم نفسه وكأي طفل متعود علي حاجة, حاولت البحث عن بدائل. تعاطيت كاكاو كورونا و نسكويك و بعض الأنواع المجهولة و لم أجد مثيلاً لل Ovaltine (متنسوش إن الكلام ده كان بيحصل في أوائل التسعينيات من القرن الماضي-1993 - وإنت طالع, مكانش لسه برنامج الحزب الوطني المبارك سمح بإستيراد كل حاجة وأي حاجة كما هو الحال الأن). هكذا و بعد رحلة من البحث المضني إستمرت لمدة تزيد علي الشهور الست (مدة برضه علي طفل 10 سنيين يا ناس). قررت التنازل عن وجبة الإفطار و عن حلمي في العثور علي العلبة البرتقالية الحبيبة و ما تحويه من بودرة الحياة. إلي هنا والأمور عادية -قصة كل يوم يعني- لكن الجديد في الأمر هو أني من إسبوعين أو أكثر قليلاً كنت في زيارة ميمونة لcarrefour وبينما أتجول هناك مع العائلة الكريمة -لا لا مش قادر أفتكر اللحظة دي- فوجئت..صعقت.. ذهلت.. إتهبلت.. ففجاْة و من اللا مكان قفزت أمامي صفوف من العلبة البرتقالية التي ماتزال ذاكرتي تحمل صورتها , ما إنفك قلبي يحوي الحنين نحوها(جامدة ما إنفك دي؟) وما بقيت شعيرات التذوق في لساني لم تذق أطيب منها. سرت رجفة الذكريات من عقلي إلي قلبي بل و إلي لساني ومعدتي. تضحكون؟ ربنا يوقعكوا في براثن ال Ovaltine وساعتها هشوف هتضحكوا إزاي. المهم و كما المندوه (أي من نادته النداهة) و كالمسحور (يعني اللي إتعمله سحر) و كالمبهور (مفهومه بقي دي) وكالمهبوش و كالملهوف و كالمسروع و المسعور و كا أي حاجة تعجبك, هجمت علي العلب البرتقالية هجوم المذؤب الجائع علي فتاة من غجر التوسكاني. عبئت العربة بكمية تكفي لقبيلة من المحرومين.
بعد عودتني للمنزل أخذت إحدى علبي الثمينة وإنفردت بها لأسترجع ذكريات طفولتي. وكمدمن أتم شفاءه ثم وجد نفسه في جنةٍ من مخدره المفضل, شعرت بتردد شديد وأنا أمد يدي ببطء لأفتح العلبة الأولي وعرق بارد يغمر جبهتي, شفتاي ترتجفان, يدي تمتد , نظراتي ملهوفة يختلط فيها التردد بالندم بالرغبة المحمومة.. فتحتها.. هاهي العلبة الأولي أمامي مفتوحة سهلة المنال كعكا بعد الخيانة (طبعاً الحالة اللي فاتت دي مبالغة لزوم الحبكة الأدبية إنما أنا كنت بفتح علبة مشروب شوكولاته يعني مش حقنة مكس). اللبن علي النار, كوبي المفضل أمامي, ثلاث ملاعق من السكر ترقد مستكينة في قاع الكوب, كتابٌ ما ينتظرني علي سريري, قطتي ترقد جوار وسادتي المفضلة, لاب توبي يلعب مجموعةً من أغانيَ المفضلة, الجو بالكامل مهيئ أتم التهيئة و مجهز أكمل التجهيز إستعداداً للحظة الحاسمة, لحظة ظهور ال Ovaltine مرة أخري في حياتي..
اللبن الأن في الكوب, السكر مذاب , ملعقةٌ في يدي, و العلبة الحبيبة في اليد الأخري..تري ما هي الجرعة التي يمكنني إحتمالها؟ كطفل إعتدت وضع ملعقتين في كوبي الصغير. لكني أيضاً وقتها كنتُ معتاداً أريباً ولم تكن أي جرعة من ال
Ovaltine لتؤثَر في. أما الأن وبعد أعوام عديدة من الإنقطاع فلا أدري كيف يكون تأثيره السحري علي خلايا مخي. لكني مدفوعاً بشوقي قررت المغامرة بوضع ملاعقٍ ثلاث..وليكن ما يكون..هكذا و بعد أن تم مزج اللبن بالسكر بمشروبي السحري حملت كوبي برفق وإتجهت إلي غرفتي. رائحته الزكية تفعم أنفي فتستدعي ألاف الذكريات.. طفولتي الحبيبة.. حنيني إليها يزداد كلما أوغلت في العمر.. كم كان كلُ شئٍ بسيطاً ميسراً.. أحلامي كانت كلها ملكي, كل ما أشتهيت كان ملك يميني و طوع أمري.. كنت طفلاً مدللاً لكنه ليس تدليل إفساد و ليس تدليل سفه. إنما هو تدليل أبوان محبان تفانيا و مازالا من أجل إبنهم الوحيد أنذاك و من أجلي أنا و أختي الصغيرة فيما بعد.. يا الله.. علي قدر ما كرهت البعد عن الأهل و الأصدقاء في السعودية, علي قدر ما أحببت الحياة في "أبها" ,مدينةٌ صغيرة هي. في الجنوب متاخمة لساحل البحر الأحمر, علي إحدي قمم سلسلة جباله, إرتفاعها حوالي 2300 متر من سطح البحر, جوها رائع طوال العام..دائماً في الصباح كنت أستيقظ علي رائحة ال Ovaltine ودفئه المحبب و دخانه المتصاعد في جو أبها حيث حرارتها العظمي لا تتجاوز أبدا 25 درجة مئوية. كانت دائما ما تمطر في حوالي الرابعة عصراً, و في الشتاء كانت تمطر ثلجاً طوال الليل.. لكم أتمني أن أعيش هناك ولو لفترة. هكذا يا أصدقاء و بكل تلك الذكريات و الحنين أقبلتُ علي الكوب لأعب منه عباً نهما وسعادةٌ مجهولةً تغمرني.. لم يعد ما في يدي كوباً من مشروب بل صار ذكرياتي, طفولتي مجسدة , أحلامي الصغار عائدةُ إليَ من جديد..
بس يا سادة يا كرام و من ساعتها و أنا بشرب كباية قبل النوم و واحدة الصبح..
مرحباً إدماني الحبيب..

Sunday, October 26, 2008

أي كلام1 - رز باللبن وشبشب

نايم في سريري بقرا رز باللبن لشخصين. مش وحش , في حاجات إتأثرت بيها فعلاً. بتمطع و مسترخي أخر حاجة, بيتهيألي دلوقتي شكلي عامل زي قطتي وهيا لسه صاحية من النوم. ده قبل ماتخلف طبعاً دلوقتي بقت تقريباً مبتلحقش تنام ,هي الأمومة متعبة أوي كده في كل الحيوانات؟ حتي البني أدمين؟ طب و الأبوة؟ متعبة كده برضه؟!! ,يارب لأ .بيتهيألي علي ما هعرف أتجوز -ده لو لقيت واحدة هبلة تعرف تتعامل مع دماغي الطاقة- بيتهيألي علي ما أتجوز و أبقي أب مش هبقي طايق نفسي, هكون إستهلكت كل سعتي النفسية وكل قدرتي علي الإحتمال, ما بين شغل و عيلة وصحاب و طلبات مبتخلصش من كل حته. ده بقي غير معجزة فترة التجهيز للجواز اللي لسه مش عارف أولياء الله اللي قدروا يعدوها عملوها إزاي. أكيد لو بقيت أب هبقي رخم أوي ي ي ي ي. وغالباً روح الدعابة بتاعتي هتكون طلعت و بروح أزورها في ترب الغفير. و بعدين إزاي عيالي هيعرفوا يصيعوا عليا؟!! ماهو لازم يصيعوا ,حقهم برضه!!. بس المشكلة إني أكيد هفقسهم. تفتكروا أبويا كان دايماً فاقسني؟ وكان بيطنش يعني؟!! مع إنه مايبانش عليه إنه من النوع اللي ممكن يطنش حاجة مش عاجباه!! غريبة بقاله خمسة وعشرين سنة أبويا ولسة مش فاهمة 100 100 برضه. الله؟!! امال أنا إزاي هفهم البنت اللي هتجوزها!!! أكيد مش هنعد مع بعض أكترمن 25 سنة نحب و بعدين نقول يا جواز!! شكلها كده مفيهاش جواز يا جدعان. عموماً مانا عايش زي الفل أهه و عايش حياتي في 5 أبعادمش بس أربعة بالعند في أينشتين . إيه التخريف اللي أنا بقوله ده. ما علينا هروح أشرب.
أنا تاني وأنا رايح أشرب لقت شبشبي واسع عليا!! أنا متأكد إنه هوا مش واحد شبهه, دانا حتي سألته وأكد لي إنه هوا. أمال إيه اللي حصلك طيب!! ماهو رجلي أكيد مصغرتش , وشبشبي بيقول إنه مكبرش مُصر إنه زي ما هوا, أنا شاكك إنه يكون كل حاجة خلته يتخن ويكبر كده, بس هو بيقول محصلش, وأنا شبشبي لايمكن يكدب عليا إحنا صحاب من زمان.. بقاله معايا حوالي أربع سنين. بالبسه في البيت و ساعات بكسل أغيره بشبشب الشارع لو نازل حته قريبة. عارف كل صحابي اللي في الشارع عندي بنزل بيه لما بقابلهم تحت البيت. أول مرة أخبط بني أدم وأنا سايق كانت وأنا لابسه, محدش عرف الحكاية دي غيره هوا و عربية أبويا (ماهي صاحبتي برضه وما قالتش لحد). باخده معايا في كل رحلاتي ومصايفي, عارف شوارع إسكندرية كويس أوي. و جوه المعمورة بيمشي لوحده يوديني من السوق لسلطانة أضرب أيس كريم و بعدين أروح السوق القديم اللي جنب الشط..يوديني للراجل العجوز بتاع الروايات مصرية للجيب, عامل فرشة في أول السوق علي اليمين جنب بتاع الزلابيا. بقطع بون بعلبة زلابيا صغيرة, وعلي ما تجهز أروح أقلب في القصص. أشتري 7 ولا 8 ولا 10. دايماً أشتري لحد ما الفلوس اللي في جيبي تخلص. وأخد الزلابيا و جري علي الشقة. أمدد علي الكنبة في البلكونة, الكنبة الخضرا, أكيد كل واحد فيكوا عنده كنبة خضرا, أمال هتقروا إزاي يعني؟!!, لازم الكنبة الخضرا, أكل القصص وأقرا الزلابيا وأشرب الهوا و اشم عصير الجوافة باللبن اللي أمي بتعمله. أحلي جوافة باللبن في الدنيا..أنا كنت بتكلم عن حاجة باللبن برضه من شوية؟!! أه الكتاب "رز باللبن لشخصين" وبعدين رحت أشرب مش كده؟, المهم بقي , و انا بفتح التلاجة الصغيرة اللي في المطبخ سمعت أمي بتقول "هات الكبايات من عندك وتعالى طلع الحاجة الساقعة من التلاجة لحسن دي في الفريزير" بتتكلم علي التلاجة اللي في السفرة. مش عارف ليه إضايقت لما قالتلي كده!! قفلت التلاجة الصغيرة ورحت علشان أجيب الكبايات, أبويا بيحب الكبايات الميتال دي (ستانليس ستييل) في منهم نوعين واحد أكبر شوية من التاني, فكرة في دماغي بتقولي لازم الأربع كبايات اللي هتجيبهم يبقوا زي بعض, مش عارف ليه؟!! الصوت ده دايما في دماغي و دايما عايز كل حاجة مظبوطة بالملي, حاجة تقرف!! طب والله لأنا واخد كل كباية شكل بالعند فيك بقي هه. برضه الصوت ده في حته تانيه من دماغي, ده بقي صوت عيل خالص علي عكس الأولاني عايزها سبهلله, هيصة, مش عايز حاجة زي التانية, بيزهق بسرعة جداًَ وكل ما أبتدي في حاجة يروح ناطط في دماغي بفكرة تانية عايزني أعملها و أسيب اللي في إيدي. بس الصوت الأولاني دايماً يديله علي دماغه ويشكمه. وهو بيسكت مبيردش , عيل صحيح !!. المهم عشان أحل النزاع بصورة ترضي جميع الأطراف. رحت جايب كبايتين ميتال و إتنين إزاز شكل بعض. قرفوني الإتنين و علي كلام فاضي دي كبايات يا جدعان مش قضية يعني!! في وسط الخناقة الصوت العيل نط في دماغي وقالي ما تيجي نكتب اللي بيحصل ده!! وبعدين راح يكمل الخناقة. بصراحة كبرت في دماغي ,و عشان الصوت الأولاني الرخم كان بيتخانق مش فاضي ملقتش حد يمنعني, رحت ساحب اللاب توب من الشطنة, سمعته بيشتم , أصله نايم و الدنيا برد و الشنطة دفا, قلتله بقولك إيه هتصحا يعني هتصحا يا إما هعملك ريستارت أنا بقلك أهوه. قالي طب هات الشاحن حتي!! مردتش عليه و رحت ساحبه علي السرير و ممدد و كاتب الكلام الفاضي ده. جاتلي رسالة علي الموبايل خلتني فرحان جدأً بس لازم أمشي , هخش علي المسنجر شوية كده. و بالمرة أحط البتاعة دي علي كتاب الوجه. أه نسيت أقلكوا و أنا بكتب كنت بسمع سميرة سعيد!! اللي يعرفني كويس هيقولي إيه الإسفاف ده!! من إمتي بتسمع سميرة و ما شاباه؟!! مش عارف بس سميرة لما ببقي عايز أكتب حاجة عامية بتعمل معايا شغل أعلي من موسيقي موتسارت مع الأشباح حاجة كده ممكن نقول عليها "تأثير سميرة" زي تأثير موتسارت كده بتاع الميتافزيقيا. يلا أشوفكوا بعدييييييين.

رحلة قصيرة إلي مرسي مطروح:الحلقة الأولي

منذ فترة قصيرة(مش أوي يعني) تلقيت مكالمة هاتفية قصيرة (برضه) من أحد أصدقائي الذين تعرفتهم في شركة حرف والتي عملت بها لفترة من الزمن(كانت أيام ربنا ميوريكوا) المهم ان مفاد هذه المكالمة هو دعوتي لرحلة إلي قرية بالساحل الشمالي(موضة اليومين دول) في شاليه يملكه أحد أصدقاء صديقي(لأ و إيه السفر رايح جاي بالعربية) ونظراً لأن تكاليف الرحلة هكذا تقترب من تمانيه جنيه إلا ربع ونظراً لاني كنت (بشمشم)علي أي تغيير فقد وافقت فوراً وبدون قيد أو شرط وكان الإتفاق أن نتقابل في إحدي ميادين العاصمة الكبرى في حوالي السادسة والنصف صباحاً(طبعاً متقبلناش قبل سبعة و نص)المهم أني حملت حقيبتي التي تم تحضيرها علي عجل(التحضير هوا اللي علي عجل يعني بسرعة, مش الشنطة هيا اللي فيها عجل يا سخيف) وخرجت من محطة المترو لأتجه إلي مكان اللقاء, في الطريق إستوقفني العدد غير الطبيعي من المسافرين الذين يتجهون إلي محطة القطار(يبقي أنا في ميدان إيه يا شطارر؟؟) كانوا يبدون وكأنهم يفرون جميعاً من القاهرة إلي مختلف أرجاء مصر. دفعني هذا إلي التفكير فيما جعل بنت المعز الفاطمية تتحول إلي بنت ال... التي نحيا فيها الأن. ما علينا, بعد دقائق خمس وفي المكان المحدد وجدت صديقي يشير لي من النافذة الخلفية لسيارة أوبل بيضاء موديل 95 فابريكا ودواخل و المخابرة مع البواب.كان يحتل المقعد الخلفي بالكامل أما المقعدين الأماميين فيشغلهما شخصان لم ألقهما من قبل. أحدهما -(قائد السيارة)-ملتحي ويبدو في أوائل الثلاثينات من عمره نحيف, أنيق, رياضي القوام إلي حد ما, أما الآخر فهو علي النقيض تماماً فهو ممتلئ واضح البدانة, حليق و يبدو في منتصف العشرينات(أل يعني الفرق بين منتصف العشرينات و أوائل التلاتينا ت واضح من بصة مخدتش نص دقيقة.. دنا طلعت عبقري بقي و أنا مش واخد بالي) المهم بعد التحية التقليدية و السلامات و الذي منه قام صديقي بواجب التعارف و قدمني إلي صديقيه "خالد, راجل حرفر سابق قد الدنيا" ثم قدم لي أولهما (البدين) "أحمد إبراهيم, صاحب الشالية ومش مهم تعرفه أكتر من كدا" و "عمرو جمجوم, صاحب العربية و ده مهم تعرفه كويس" .. كما أخبرني أيضا أن كلاهما يعمل معيداً بكلية الحاسبات و المعلومات بجامعة عين شمس (طلعوا ولاد كار يعني ).. وهكذا بدأنا التحرك بإتجاه الطريق الصحراوي لتبدأ رحلتنا الميمونة إلي عالم المرح
TO be continued.....

رحلة قصيرة إالي مرسي مطروح: الحلقة الثانية

إنطلقت بنا السيارة في طريق القاهرة/الإسكندرية الصحراوي وبعد قليل توقفنا بإحدى محطات البنزين.. ولأني ساذج ولا خبرة لي بتقاليد ماقبل السفر التي يتبعها أبناء الناس الهاي لايف فقد ظننت أننا توقفنا للتزود بالوقود, و كراجل جنتلمان همست في أذن صديقي (مش مفروض نقسم مع الراجل ده في البنزين ولا إيه؟) فأجابني (أه محنا هنعمل كده فعلاً بس إحنا مش هناخد بنزين دلوقتي) ونظراً لأننا كنا متوقفين بالفعل في محطة البنزين فقد نظرت لصديقي مندهشا لغبائه وهمست من بين أسناني(أمال إحنا بنعمل إيه ف محطة البنزين يا ناصح؟) فنظر لي صديقي مندهشا وقال (إحنا داخلين نجيب حاجات السفر من OntheRun يابني ) فسألته و برأة الأطفال الرضع تملأ عيني (مين أون ذا رف ده يا عبدو؟؟ -صديقي يدعي عبد الحميد) وهنا إرتسم علي وجه عبدو تعبير يشبه ما يمكن أن يرتسم علي وجهك إذا وجدت حشرة بنفسجية اللون ذات سبعة عشر زوجاً من الأرجل تزحف علي ياقة قميصك. أخذ يتفرس في وجهي وكأني عجيبة من عجائب الخالق, ثم سألني في ذهول (إنت متعرفش OntheRun؟!!!!)و لما أجبته بأن (ولا عمري سمعت عنه) قال (طب إنزل يابو جهل, هعرفك علي معالم الدنيا) .ترجلت أنا و عبدو من السيارة لنلحق بعمرو و أحمد وأنا متشوق لمعرفة ماهو هذا الOnTheRun الذي لابد أن تبدأ رحلتنا بزيارته وكأننا نتبرك به قبل أن ننطلق في سفرنا الطويل.المهم ,بعد أقل من ثلاث دقائق من المشي وجدت مبني من دور واحد لاتتجاوز مساحته الكلية مساحة غرفة البواب في العمارة التي أقطن بها,وفوقه لافتة باللونين الأحمر و الأصفر معلنة أن هذا هو ال OnTheRunالعظيم. هنا ولأن حجم الإستنكار الذي لاقيته من عبدو عندما أعلنت جهلي ب OnTheRun كان هائلاً مما جعلني أتخيل أننا ذاهبون إلي mega hyper super dupr market يوازى CityStars مول أو كارفور علي الأقل, أقول,هنا وبعد رؤيتي لكشك السجائر المدعو OnTheRuf توقفت و جذبت عبدو من ذراعه بشدة هاتفا (هوا ده بقي OnTheRun يا عم عبدو؟!!!!!, دي كافيتريا كليتي أكبر منه) فرد عبدو (إستني بس لما تخش جوه) فقلت مستهزئً (ليه يعني هوا أنا لما أخش جوه هيكبر, هوا من النوع اللي بيوسع مع اللبس ولا إيه هيريح عليا ؟).لم يرد عبدو هذه المرة فقط جاوابني بإبتسامة ساخرة لم أفهم معناها حتي الأن(فاهم بس عامل عبيط عشان الإحراج).
المهم, دخلنا جميعا OntheRun وإنطلق عمرو و أحمد وعبدو لشراء ما يلزمنا من طعام وشراب لرحلتنا إلي الساحل و التي قد تستغرق ما يزيد علي الست ساعات حيث أن الشاليه المقصود كان في قرية تقع بعد مطروح بحوالي عشريناً من الكيلومترات.أقول إن رفاقي إنطلقوا بحكم معرفتهم التي من الواضح أنها تامة بالمكان علي حين وقفت أنا علي بعد عدة خطوات من الباب لأُلقي نظرة فاحصة ماحصة علي المكان بأسرِه, كان مزدحما ممتلأً بالحركة, حتي بدوت بوقفتي المتراخية الباردة غريباً وسط كل هذا النشاط ,تسألت بيني و بين نفسي إذا كان هؤلاء الشباب والشابات -(كنموذج للشباب المصري) -إذا كانو علي هذا القدر من النشاط والحماسة وهم يستعدون لقضاء أجازاتهم والتي من المفترض أن يميلو فيها إلي الراحة والدعة, فما بالك بهم في أعمالهم لابد أن الواحد منهم في عمله أو دراسته "دينامو متحرك" . وهمست لنفسي (طب ما شباب البلد زي الفل أهم أمال الوكسة اللي إحنا فيها دي جية منين؟!!). لكني بعد عدة دقائق من التأمل والنظرة الأكثر تمعناً فهمت.. الشباب بالداخل كلهم من الطراز" الهلاهوته" أو"الشب الشلحف", وهما بالمناسبة طرازان مختلفان تماماً من ال-لامؤخذاة-شباب إبتلي الله به هذا البلد هذه الأيام.. وإذا كان بلاء الشباب في الماضي هو ال شارل ستون و الحذاء كعب الكباية و شعر بيبو الكنبوشة مع سوالف تشبه قضبان الترماي,فإن كل هذا يهون أمام بلاء طرازات الشباب الجديدة وبخاصة "الهلاهوتة" ده و... وللحديث بقية..