كلنا يعرف ذلك المشهد الشهير في نهايات الأفلام العربية - خاصة الأبيض و الأسود منها- البطل يرتدي الحُلة السوداء الأنيقة بينما البطلة تختال بفستانها الأبيض الزاهي, تحيط بهما الراقصات (العوالم جم العوالم جم) بينما يدق لحن الزفاف الأشهر. يقترب البطل من البطلة و تلتمع في عينيه نية الغدر-قصدي سعادة الحب , البطلة تنظر له في وله العشاق و..
وبعدين بقى علي حسب نوع الفيلم و دماغ المخرج يا إما أن البطل يروح راقع البطلة فرنشاية-يعني (French Kiss) - وتطرقع قدام الجمهور , يا إما تلاقي في دُف كده أو رِق (حاجة كده شكل الدُف بس ملاينة شخاليل للي ميعرفش يعني) – تلاقي الرِق ده راح ناطط في و سط الشاشة كده تحمله إيد آثمة مجهولة عشان يداري علي وش البطل و البطلة و يسيب المشهد لخيال المتفرج وبعدين تتكتب كلمة النهاية le fin –مش عارف ليه دايماً بالفرنساوي مش بالإنجليزي!! أكيد عشان مفيش English Kiss – أو تلاقي باب أوضة النوم إتقفل في خلقتك و إنت بتتفرج و برضة إتكتب عليه النهاية أو تلاقي السنيد بتاع الفيلم (عادة بيبقى ممثل كوميدي زي إسماعيل ياسين أو عبد المنعم إبراهيم أو النابلسي) تلاقيه راح طالع وواقف سادد الشاشة و مخبي البطل و البطلة وراه و لو كان إسماعيل ياس فغالباً ما كلمة النهاية بتطلع من بقه و هو بيضحك وتملا الشاشة.
المهم بقى في كل المشهد ده إن دي تعتبر دايماً "النهاية السعيدة" للفيلم.. طب نفكر فيها كده.. يعني إيه نهاية سعيدة؟؟ ولا بلاش نشوف الأول يعني إيه نهاية أصلاً بالدرجة الأولى؟!!
النهاية هي تحول من وضع كان يتم فيه ممارسة أو تفاعل ما مع شئ ما إلي حالة يتم فيها الإنقطاع عن ممارسة هذا الشئ. مثلاً الإستيقاظ هو نهاية النوم لأنه تحول من حالة ممارسة النوم إلي حالة الإنقطاع عن ممارسة النوم, و الموت هو نهاية الحياة لأنه التحول من وضع أو حالة التفاعل مع محيطات الحياة الداخلية و الخارجية إلي حالة من عدم التفاعل مع هذه المعطيات. أدي مفهوم النهاية من وجهة نظري المتواضعة.
جميل لحد كده؟ طب إذا كانت النهاية هي تحول من حال إلي حال و كان حال الإنسان في أي وقت من أوقات حياته أو أي مكان أو أي وضع هو – من وجهة نظري برضه- واحد من ثلاث:
1- يمارس حاجة يحبها و يستمتع بها
2- يمارس حاجة لا تعني له الكثير (مش فارقة معاه أوي يعني)
3- يمارس حاجة يبغضها و الغالب مضطر لها (زي الشغل كده!!)
نستنتج من النقطتين دول إيه بقي؟ صعبة لسه؟ بسيطة نوضحها أكتر
في الحالة الأولى من حالات الإنسان, النهاية هتبقى(حسب المفهوم اللي قلناه فوق) تحول الإنسان من الحالة التي يمارس فيها شئ يحبه و يستمتع به إلى حالة ينقطع فيها عن ممارسة هذا الشئ.طب بذمتكوا دي تبقى نهاية سعيدة ولا نهاية حزينة و منيلة بستين نيلة؟!! يعني مثلاً مثلاً لما أبقى قاعد بقرأ كتاب لأحمد رجب ولا السعدني وقدامي كيلو فشار و شوب عصير مانجو مثلج و في مزيكا و همية شغالة في وداني , لأ و كمان الجو رائع و الشمس طالعة علي خفيف كدا و الهوا بيطس ف قفاي علي رأي أحمد بدير..و بعدين تيجي النهاية عن طريق تليفون من الشغل حاملاً مصيبة ما.. أهي دي نهاية هتحولني من الحالة اللي بمارس فيه شئ مستمتع بيه إلي حالة إنقطاع عن ممارسة الهيصة اللي كنت فيها دي. تفتكروا دي نهاية سعيدة؟!!!
أدي الحالة الأولى طيب و الحالة التانية, لما تنقطع عن ممارسة حاجة مش فارق معاك كتير يعني لا بتحبها ولا بتكرهها , أعتقد هتبقى نهاية زي عدمها. يعني متفرقش النهاية تيجي أو متجيش ف دي برضة متعتبرش نهاية سعيدة.
طيب نيجي للحالة التالتة و الأخيرة بقى.. النهاية هنا هتبقى إنقطاع عن ممارسة حاجة مكروهه و مجبر عليها غالباً..يعني الساعة جت خمسة و نص ولا سته و مفيش وراك حاجة مزنوق فيها لبكرة..هتقوم تروح..بتلم حاجتك من علي المكتب و ترميها في الشنطة سواء كانت شنطة يد حريمي أو شنطة لاب توب أو الإتنين معاً..يوم الشغل إنتهى.. أهي دي أكيد نهاية سعيدة غالباً..
يعني النهاية السعيدة دي بتيجي بس and only بس لما تكون الحاجة اللي بتعملها قبل النهاية حاجة كريهة جداً ليك و مش طايق تكملها..طيب نطبق بقى الكلام دا على النهاية "السعيدة" للأفلام و الروايات الرومانسية المصرية كلها تقريباً..النهاية السعيدة في الحاجات دي هي زي ما وصفنا المشهد كدا.. الفرح..الزفة و الكوشة و متزوقيني يا ماما قوام يا ماما عشان ..العريس جاي العريس جاي..
طب في العادة يعني لو فكرنا شوية بيبقى في إيه قبل الجواز؟!! (طبعاً غير الخناق علي كل صغيرة و كبيرة والعفش و المهر و مكان الفرح و نوع الأكل اللي في البوفيه و مين المطربين اللي هيجوا يصدعوا الناس و الحاجات دي) .. في إعتقادي- و أظن معظمكوا هيوافقني في الحتة دي- إن قبل الجواز (اللي هو النهاية السعيدة) بيبقى فيه حب و علاقة بين الطرفين مبنية على المودة و التفاهم و المشاركة و الرحمة و الحنان و المساواة..
حب!!..يعني النهاية السعيدة بالجواز دي بتيجي بعد الحب!!.. يالهول الصاعقة علي رأي يوسف بيك وهبة..ما هو بما إن الجواز نهاية سعيدة و النهاية السعيدة بتيجي بعد القرف إذا فالحب حاجة وحشة!! يمارسها الإنسان مكرهاً مغصوباً عليه و علي أهله بل و جايز مغضوباً عليه من أهله!!
أهو دا رأي تقريباً كل كتاب السيما ولا مؤخذاة من أول التلاتينات و أفلام زي فاجعة في البلكونة و شالوم الرياضي من إنتاج و إخراج توجو مزراحي و لحد التمانينات تقريبا و هيصة أفلام لبلبة و سمير غانم و نجلاء فتحي اللي كان فيها محمود يس دايماً بيطلع فتي أول نظراً لفقر السيما أيامها في الفتيان الأوائل لحد ما ظهر الأخوان فهمي (حسين و مصطفى) .
بل مازال ده رأي بعضهم لحد الألفينات ,طبعاً مع إختلاف التهاية السعيدة من جواز إلي ضرب صحوبية مع الحتة اللي عينه عليها أو أنتمه يعني.. و برضة مع الإختلاف الواضح في إختفاء الدف أو الرق و السنيد اللي كانوا بيخبوا مشهد البوسة الساخنة بين العروسبن ..إختفى كل ده و بقى البطل بينزل بوس في البطلة عياناً بياناً جهاراً نهاراً كده و مش بعيد كمان ولا مؤاخذة إيده تطول كدا ولا كدا و كله على عينك يا مشاهد و اللي مش عاجبه يغير القناة او يولع في أم التلفزيون أو يخرج و يسيب الفيلم يا إما ينصلح حاله و يعد يتفرج و ينبَسَط و يبطل جهل و رجعية بقى..
المهم إن الحب حاجة وحشة و بينتهي و الحمد لله بالجواز –زمان- أو بالأنتمة دلوقتي..و أكبر دليل على الكلام ده إنك تمسك أي رواية لامؤاخذة رومانسية وتقرأها فتلاقيها بتقولك
"و إنتهت قصة حبهما يالزواج السعيد" أو تقولك "و كانت نهاية هذا الغرام العنيف في عش الزوجة السعيد" أو بقي "إنتهى بهما عشقهما إلي الزواج العرفي".. المهم إن الحب لازم ينتهي بالجواز أياً كان نوعه..
طب ليييييييييييه؟!! ليه مفيش رواية بتقول مثلاً "و توج حبهما بالزواج" أو " و كللت قصة غرامهما بالإرتباط" أو ياسيدي "وتطور هذا الحب ليصبح زواجاً رائعاً يملؤه الحب برضة" .. هوا المفروض الإتنين يفضلو يحبوا بعض لحد ليلة الزفاف و يصحوا الصبح –ولامؤاخذة – يتفوا ف وش بعض؟!!!!!
يا كتاب الرومانسية يا أيها الناس اللي بترسم الصورة الخيالية في عقل و قلب كل بنت و كل ولد عنده حداشر و إتناشر سنة و كل مراهق و كل مراهقة بتحلم بفستانها.. يا عالم ياللي بتبنوا قلوب و عقول أجيال.. أناشدكم بالله و المسيح و بوذا و البقرة المقدسة و اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الروسي.. أستحلف كل منكم بأغلي ما يقدس..أبوس إيديكوا..بلاش تقتلوا الحب بالجواز .. الفكرة بترسب في أعماق لاو عي كل بنت و كل ولد و بيتصرفوا على اساسها بدون وعي .. و تبدأ إرادة النكد –اللي إكتشفها العبقري أحمد خالد- تبدأ تلعب دورها عشان تحقق الفكرة المترسخة في أعماق كل شاب و شابة من أيام ما كانوا بيقروا "و إنتهي حبهما بالزواج السعيد"..و نلقي عش الزوجية ولع حريقة تاكل العش و شجرة الزوجية كلها بكل العشش اللي عليها..إرحمونا من الغباء أرجوكم..
يارب كل كاتب ينهي الحب في رواية بالجواز تيجي نهاية تحت أوتوبيس رايح شرم مليان عرايس ف شهر العسل..قولوا آمين..
4 comments:
علي فكره البلوجايه دي عجباني اوي .. انا هاجي هنا عشان اقراها كلها بس اول ما اخلص السمر كورس ..
اسلوبك عاجبني .. :)
بس في حاجه واحده مش عجباني .. صورة البرص :((((((
انا بكرههم اوي وعندي فوبيا منهم لدرجة انني بحلم بيهم بالليل ّ!
الحقيقة انت حاسب الحكاية بالورقة والقلم وصحيح كلمة النهاية معناها انتهاء شىء وبداية شىء جديد بس جملة انتهت قصة الحب بالجواز معتقدش ان الناس بتفهمها بالمعنى ده ولا بترسخ المعنى ده فى ذهن الولاد الصغيرين زى ما بتقول
حلوة قوي يا دودي:) فعلاً فكرة خطرت في بالي قبل كده كتييييييييير قوي بس أكيد ماكنتش هأعرف أكتبها بالروعة دي.
@Hager: اشوفك بعد الكورس :) و مش هشيل البورص
@Dina: لما الناس بتفهمها بمعني تاني بيقولوا إنتهت ليه من الأصل ميقولوا إستمرت بالجواز ولا كبرت بعد الجواز ولا أي كلمة تانية يا ستي , ما الكلام كتير
ولا هيا لازم راس القرد و بعدين نقول بنفهمها كده و مبنفهمهاش كده .إبقي عدي علينا كتير بقى و قوليلي رأيك في باقي البوستس
@Marwa:
ولا روعة ولا حاجة دا من ذوقك بس
و بعدين اللي يخطر على بالك مترحميهوش..إكتبيه على طول
Post a Comment